سبـــــــــــحانه :« إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا (72).»
تعريـــــــــــــفها :
قال بعض العلماء : الأمانة هي لا إله إلا الله ، محمد رسول الله.
و قال اخر : الأمانة هي الإســـــــــلام .
و قال ثالث: الأمانة هي رسالة محمد صلى الله عليه و سلم.
و الصحيح من هذا :أن الأمانة كل ما ائتمنك الله عليه من قليل أو كثير ، فهو سائلك عنه يوم العرض الأكبر...
يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ...
قال سبـــــحــــــانه :« إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات لي أهلها و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل »
فالأمانة هنا ما ائتمنالله العبد عليها وظيفة او غيرها : قـلت أو جل كبرت أو صغرت يؤديها عند الله يوم القيامة .
قال بعض السلف : الفروج و من تولى عليها في العقود أمانة ....
و الأموال و من كلف بها أمانة ، و الولايات امانة ، و الرجل في بيته مؤتمن ، و المرأة في بيتها مؤتمنة ... و سوف ياتي ذلك .
لما فتح المسلمون القادسية،و نصرهم الله في القادسية ،ورفعوا لا اله إلا الله في القادسية، سلم لسعد بن أبي وقاص ذهب وفضة...واسولى على خزائن كسرى ،ولما رآها دمعت عيناه فقال : "كم تركوا من جنات وعيون ،وزروع و مقام كريم ،ونعمة كانوا فيها فاكهين ،كذلك أورثناها قوما آخرين ،فما بكت عليهم السماء و الارض وما كانوا منظرين "
فماذا فعلوا؟ جمع الصحابة و الحبش ،وقال : هذه أمانة فما رأيكم ؟قالوا:نرى ان تدفعها لعمر بن الخطاب ..فما أخذوا منها درهما ولا دينارا .
فدفعوا الأموال لعمر ،فلما رأها بكى وقال : والله الذي لا اله الا هو ، ان قوما دفعوها الي أمناء .
إستقبل أبو بكر رضي الله عنه و ارضاه معاذا من اليمن ، و كان قد أتى ببغال معه ن و أتى ببعض المال . . . فقال عمر : سلم ما عندك من مال احاسبك ، فقال أبو بكر الخليفة : و لكن أنا هو ، و هو إيادي . . يعني انا أقول بلسانه و هو يقول بلساني . . .
فقال معاذ : و الله ما أخذت هذا المال إلا متاجرة ن و ما أخذته من أموال المسلمين . . . فتركه عمر ، فنام معاذ تلك الليلة ، فرأى في المنام أنه يريد ان يهوي إلى نار عميقة ن و أن عمر يسحبه بثيابه من على شفا حفرة من النار .
فذهب معاذ على عمر في الصباح ، و قال له : احسنت ، أصاب الله بك الخير ن رأيت كيت وكيت . . فقال عمر : هيا بنا إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فغن أحلك في مالك فهنيئا مريئا . . و ألا فرده. فذهبوا إلى ابي بكر فاخبره ، فقال : قد أحللته لك ، خذه هنيئا مريئا . إن عبادتهم كانت أمانة ن و إن مراقبتهم لله عز وجل لا تفارقهم ليلا و لا نهارا ن ف هم الذين بلغو درجة الإحسان.